أبرز التوجهات المؤثرة في قطاع السياحة بالمنطقة

عروضها ورفع مستويات الأداء لديها. وبدورنا، نتطلع إلى مواصلة تطوير وجهاتنا وعروضنا وتقديم تجارب لا تنسى لضيوفنا لا سيما مع النمو المتوقع للمنطقة

إن هذا العام هو انطلاقة استثنائية لـ قطاع السياحة بما يحمله من فرص واعدة لتسريع التحول الإيجابي والتطور الملموس على جميع الأصعدة. وتسترشد دولة الإمارات بالرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة لتكون في أعلى مستويات الجاهزية لتلبية الطلب العالمي المتنامي، علاوةً على تعزيز النمو الاقتصادي للدولة وإرساء معايير أكثر تميزاً في القطاع.

وسجل مقياس السياحة العالمية، الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وجود نحو 1.3 مليار زيارة دولية في مختلف وجهات العالم خلال عام 2023، وسلط الضوء على منطقة الشرق الأوسط التي تتصدر معدلات النمو قياساً بباقي المناطق. ويأتي هذا الزخم القوي في دولة الإمارات مدفوعاً بالاستراتيجيات الوطنية التي تعمل على رفع معدلات الضيوف في الفنادق إلى 40 مليون شخص بحلول عام 2031، فضلاً عن استقطاب 100 مليار درهم من خلال زيادة الاستثمارات في قطاع السياحة، إضافة إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم

وفي حال أردنا تعزيز إمكانات النمو في القطاع خلال عام 2024 وما بعده، يجب أن تحرص جميع المرافق والوجهات الترفيهية على مواكبة الأذواق والتفضيلات المتغيرة لدى المسافرين والزوار، وذلك من خلال مجاراة التوجهات الجديدة لتحقيق مستويات نمو قوية.

تحافظ السياحة المسؤولة على أهميتها كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي في دولة الإمارات، وتهدف مختلف الاستراتيجيات لتعزيز أولوية الاستدامة على الأجندة الوطنية، مثل تحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050، والعمل على تحويل نتائج مؤتمر الأطراف (كوب 28) إلى واقع ملموس، إلى جانب دعم التوجهات العامة للاتحاد في دولة الإمارات في مجال الاستدامة.

نؤكد الدور البارز الذي تلعبه الاستدامة في تفضيلات السفر المحلية؛ فمثلاً كشف تقرير توجهات السفر لعام 2024 من هيلتون أن الاستدامة هي العامل الأكثر أهمية عند حجز رحلات السفر لدى 93% من مسافري دولة الإمارات الذين شملتهم الاستبانة. كما أكّد هذه النتيجة أكثر من 75% من المشاركين في دولة الإمارات ضمن تقرير توقعّات السفر لعام 2024 الصادر عن موقع Booking.com، حيث أفادوا بأنهم يفضلون التوصيات التي تمنح الأولوية للممارسات المستدامة والتصميم والابتكار.

ولذلك، يجب أن تحافظ جميع المرافق الترفيهية على الاستدامة وحماية البيئة بوصفهما عنصرين رئيسين في استراتيجيتها. كما يتعين على مختلف الشركات والمؤسسات الالتزام بدعم الجهود المبذولة في القطاع لخفض بصمتها الكربونية ودعم العمليات الصديقة للبيئة، فضلاً عن تعزيز السياحة المسؤولة للمساهمة في بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

السفر القائم على التكنولوجيا

يميل المسافرون إلى اعتماد تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي أكثر من أي وقت مضى للتخطيط لعطلاتهم وحجز رحلاتهم. وأشار موقع Booking.com أن 60% من مسافري دولة الإمارات لديهم ثقة تامة بقدرة الذكاء الاصطناعي على التخطيط الأمثل لرحلاتهم. ويجب على المشغلين تعزيز الابتكار في عملهم ومواكبة التطور، لا سيما مع ارتفاع سقف التوقعات لدى المسافرين في ظل المشهد الرقمي المتنامي. ويعتمد النجاح على مدى القدرة على التكيّف والابتكار وتقديم تجارب سلسة للمسافرين، حيث يتطلب السوق الحالي ليس فقط الاستجابة السريعة للتغيرات، بل الريادة في تبني أحدث التقنيات وصناعة معايير جديدة للرفاهية والكفاءة في تجارب السفر. إن الابتكار ليس مجرد قيمة مضافة في يومنا هذا، بل هو معيار أساسي للتميز والتقدم في كافة المجالات والقطاعات.

وجهات جديدة وتجارب مميزة

يعتمد تفاعل المسافرين مع الوجهات السياحية إلى حد بعيد على توفر تجارب فريدة تتماشى مع تطلعاتهم الشخصية، حيث كشفت سكاي سكانر في تقرير لها أن 97% من المسافرين في دولة الإمارات يرغبون في زيارة وجهات جديدة في عام 2024، بينما يميل 28% من مشاركي دولة الإمارات ضمن تقرير توجهات السفر لعام 2024 الصادر عن هيلتون إلى اختيار أشهر الوجهات السياحية عند التخطيط لرحلاتهم. ويتمثل التباين بين الوجهات الجيدة والوجهات المميزة في قدرة الأولى على تلبية احتياجات الضيوف، بينما تقدم الأخرى باستمرار تجارب فريدة واستثنائية تستقطب الضيوف، وتلبي مختلف تطلعاتهم.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على قطاع السياحة

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي هو أحد أبرز التوجهات في مشهد السفر في عام 2024 وما بعده. وأفاد تقرير توجهات السفر لعام 2024 من هيلتون بأن 79% من المسافرين في دولة الإمارات المشاركين في الاستبانة يحجزون رحلاتهم بناءً على التوجهات الشائعة على منصات التواصل الاجتماعي، وأشاروا إلى الدور الكبير للمؤثرين والتسويق الرقمي في مساعدتهم على اختيار تجارب سفر جديدة ومميزة. كما أكد 92% من المشاركين المحليين في تقرير توجهات السفر لعام 2024 من سكاي سكانر أن اختياراتهم للوجهات اعتمدت على رؤيتهم للإعلانات الترويجية لها. لذلك يمكن للوجهات تعزيز وصولها واكتساب مكانة مميزة لدى الجمهور من خلال التعاون مع جهات التسويق المناسبة لعلامتها.

وختاماً، نجد أن التقارب بين هذه التوجهات يمثل بداية مرحلة جديدة في قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2024 وما بعده. وفي ظل هذا التطور، يحافظ بعض المسافرين على رغبتهم في الاستمتاع بتجارب معينة، بينما تتغير تفضيلات البعض الآخر منهم لتشمل بعض أو كل التوجهات التي ذكرناها سلفاً. ويجب على المشغلين والجهات العاملة في القطاع مواكبة كافة التغيرات وقياسها بعناية والاستفادة من جميع الفرص لتنويع عروضها ورفع مستويات الأداء لديها. وبدورنا، نتطلع إلى مواصلة تطوير وجهاتنا وعروضنا وتقديم تجارب لا تنسى لضيوفنا لا سيما مع النمو المتوقع للمنطقة.

تغريد السعيد: الإمارات من أفضل الدول الداعمة للسيدات في مكان العمل